الحرب الإلكترونية المقدسة

20 مارس، 2012 | تدوينات | 0 تعليقات

الحرب الإلكترونية المقدسة

ها هُو وَهْم آخر من أوهام تفوق إسرائيل العلمي والتقني يسقط في أول امتحان له، بعدما نجح الشباب العرب في تدمير عدد من المواقع الإسرائيلية على الإنترنت، وقصفها بوابل من الرسائل التقنية المكثفة أدت إلى شل حركتها وتوقفها عن العمل تماماً.
وقد جاء ذلك رداً على قصف إسرائيلي إلكتروني متعمد، من قبل عصابات إسرائيلية إليكترونية على بعض المواقع العربية، فانبرى لهم عدد كبير من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي والإسلامي، وانضمت إليهم الجاليات العربية والإسلامية في أمريكا وأوروبا وأستراليا، ونظموا صفوفهم عبر أحد المنتديات، وحددوا ساعة الصفر للانطلاق، ثم بدأوا الزحف الإلكتروني المقدس، وتمكنوا في طرفة عين من تدمير موقع الكنيست الإسرائيلي، وموقع البرلمان، والجيش، والخزانة، والخارجية، وموقع رئيس الوزراء باراك، وعدد آخر من المواقع الرسمية الهامة داخل إسرائيل.
ولم يتوقف الزحف الإلكتروني عند هذا الحد، فقد استطاع فدائي باكستاني من اختراق أكبر منظمة يهودية في أمريكا هي (إيباك)، الممثلة للوبي اليهودي الموالي لإسرائيل، وألحق فيه أضراراً جسيمة، واستولى على قوائمه البريدية وأرقام بطاقات ائتمان أعضاء الجماعة وعناوينهم.
ولا يزال الزحف الرقمي على مواقع العدو مستمراً، ولا تزال الرسائل التقنية تنصبّ كالصواعق من كل أنحاء العالم على المواقع الإسرائيلية، مما أوقع إسرائيل في حيرة وارتباك من هذه الجبهة الجديدة التي لم تحسب لها أي حساب.
وكعادتها دائماً كانت إسرائيل هي المعتدية، وهي التي بدأت التحرش الإلكتروني بالمواقع العربية، معتقدة أنها تقوم بنزهة ترفيهية للتسلية، ففوجئت بهذا الجيش العرمرم المدجج بأحدث برامج الاختراق على الإنترنت، وحين تأكدت أن لا طاقة لها على مواجهة هذا القصف الرقمي الصاعق، لجأت إلى حبيبتها أمريكا، واستنجدت بعدد من الشركات الأمريكية المهتمة بالأمن التقني لإنقاذ سمعتها التقنية التي تمرّغت بالتراب.
وهكذا تثبت الأيام مرة أخرى أكذوبة التفوق التقني الإسرائيلي، وأنه مجرد أسطورة من الأساطير التي زرعتها الدعاية الإسرائيلية في أذهاننا، وأن العظمة الإسرائيلية المزعومة لا تعدو أن تكون نمراً من ورق.
ولا يسعني هنا إلاّ أن أحيي شباب الانتفاضة الإلكترونية، وأشد على أياديهم، وأدعو المتفرجين إلى أن ينظموا إلى هذا الزحف التقني المبارك، الداعم لانتفاضة الحجارة، والكفيل بتلقين العدو درساً تاريخياً، وإلقامه حجراً إلكترونياً لن ينساه أبداً.

مقالات مشابهة

يوم الأرض السعودي

يوم الأرض السعودي

يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 2012م) هو يوم يحييه الفلسطينيون لتذكير العالم بأراضيهم المسروقة من قبل الإسرائيليين، وهو حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية دون شك، لكنه على أي حال ليس موضوع تدوينتي لهذا اليوم، وإنما وجدته مناسبة لتذكير المواطنين السعوديين بأراضيهم...

في أعماق الوادي المتصدّع!

في أعماق الوادي المتصدّع!

بينما يخوض إخواننا الفلسطينيون حرباً غير متكافئة مع عدو شرس، لكنه ظاهر للعيان، ومرئي.. نخوض نحن على جبهة أخرى حرباً غير متكافئة أيضاً، ومع عدو شرس هو الآخر.. لكنه غير ظاهر للعيان، وغير مرئي، ومخاتل، ولم نعلم بوجوده إلا بعد أن أوقع عدداً كبيراً من الضحايا بلغوا المئات...

ألهاكم التكاثر!

ألهاكم التكاثر!

لدي قناعة تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، بأن وسائل التعليم الحالية ستصبح في يوم من الأيام جزءاً من تراثنا التعليمي المندثر، مثلها مثل “الكتاتيب” التي أدت دورها في مرحلة شفهية سابقة من حياتنا الاجتماعية، ثم اختفت بعد نشوء التعليم النظامي بوقت قصير.وربما تعود هذه القناعة...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *