كتب المستقبل

4 يناير، 2012 | تدوينات | 0 تعليقات

ستيفن كنج

بدأت تلوح في الأفق الملامح الرئيسة لكتب المستقبل، فمنذ أشهر أخذ مجموعة من الناشرين الأمريكيين يعكفون على رسم الشكل الآلي للكتاب الرقمي، الذي سيشكل قطيعة نهائية مع عصر الكتاب الورقي، بحيث لن يبقى من صورة الكتاب التقليدي سوى الاسم فقط.
وقد بدأت القصة تأخذ جاذبيتها عندما نشر الروائي “ستيفن كنج” المتخصص بكتابة قصص الأفلام الهوليودية المرعبة، رواية جديدة على موقعه بالإنترنت، في مارس الماضي، وطلب من القراء دفع دولار واحد للنسخة، التي يمكن إنزالها إلى الجهاز الشخصي بنقرة واحدة وبدقائق معدودة.
وكانت النتيجة مذهلة للجميع، للكاتب وللناشرين وللقراء معاً، حيث بيع من الرواية أكثر من نصف مليون نسخة في مدة وجيزة. وعلى أثر ذلك أخذت دور النشر الكبرى تنشر القصص والروايات والكتب على مواقعها، متيحة بذلك للقراء في أنحاء العالم الحصول على الكتب التي يريدون بمبالغ زهيدة قياساً بقيمة الكتاب المطبوع. وبإمكان القارئ تصفح الكتاب على جهاز الكمبيوتر الشخصي، أو الكمبيوتر الكفّي الذي سيكون بحجم كتاب الجيب، كما بإمكانه طباعة الكتاب كاملاً أو طباعة فصول منه حسب حاجته.
وكالعادة، دخلت شركة مايكروسوفت على الخط، حيث أعلنت عن برنامج خاص بالكتب الرقمية، أطلقت عليه “القارئ” (Reader)، يتيح لك تلقيم الكتب من الإنترنت أو من المكتبة الرقمية، وقراءتها مباشرة من جهازك الخاص.
وتبعاً لذلك سيتغير مفهوم “الكتاب”، بحيث سيشتمل إلى جانب النصوص، على صور وأصوات ولقطات فيديو وثائقية، أي سيكون كتاباً ناطقاً، وبهذا تتعزّز مكانته التاريخية عندنا بوصفه خير جليس في هذا الزمان.
وقد اعتبر الخبراء هذه التحول في مفهوم الكتاب وصورته المستقبلية أكبر ثورة في عالم طباعة الكتب منذ اختراع الطباعة على يد “يوهان جوتنبرج” في القرن الخامس عشر.
إلا أن حجر العثرة لهذه الكتب المدهشة سيظل ماثلاً للعيان، بوجود عدد كبير من القراء اعتادوا على ملمس الورق ورائحة الحبر، ويصعب عليهم فقدان هذا التجاذب الحميم بينهم وبين الكتاب في شكله المطبوع.
وهو ما يعني أن على الناشرين الانتظار عشرين سنة على الأقل هي المدة الكافية لنشأة جيل جديد من القراء من مواليد اليوم واللحظة، بعد أن يكون القراء التقليديون، الذين هم نحن، قد أخلوا مكانهم، وأخلدوا للنوم والراحة بسلام مع كتبهم التاريخية الأثيرة.
إنها قصة أجيال من القراء لا أكثر ولا أقل!

مقالات مشابهة

يوم الأرض السعودي

يوم الأرض السعودي

يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 2012م) هو يوم يحييه الفلسطينيون لتذكير العالم بأراضيهم المسروقة من قبل الإسرائيليين، وهو حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية دون شك، لكنه على أي حال ليس موضوع تدوينتي لهذا اليوم، وإنما وجدته مناسبة لتذكير المواطنين السعوديين بأراضيهم...

في أعماق الوادي المتصدّع!

في أعماق الوادي المتصدّع!

بينما يخوض إخواننا الفلسطينيون حرباً غير متكافئة مع عدو شرس، لكنه ظاهر للعيان، ومرئي.. نخوض نحن على جبهة أخرى حرباً غير متكافئة أيضاً، ومع عدو شرس هو الآخر.. لكنه غير ظاهر للعيان، وغير مرئي، ومخاتل، ولم نعلم بوجوده إلا بعد أن أوقع عدداً كبيراً من الضحايا بلغوا المئات...

ألهاكم التكاثر!

ألهاكم التكاثر!

لدي قناعة تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، بأن وسائل التعليم الحالية ستصبح في يوم من الأيام جزءاً من تراثنا التعليمي المندثر، مثلها مثل “الكتاتيب” التي أدت دورها في مرحلة شفهية سابقة من حياتنا الاجتماعية، ثم اختفت بعد نشوء التعليم النظامي بوقت قصير.وربما تعود هذه القناعة...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *