الحقّ أقول لكم…! لو كان الضحك رجلاً لنصرته، وسرت في موكبه، وأصبحت من مريديه، ولدعوت له على المنابر، وأشعت أمره بين الفضائيات، وجعلت ذكره يتردد على كل شفة ولسان.. من المحيط إلى الخليج.
وسبب ذلك، أطال الله بقاءك، أن الضحك أثبت مع الأيام أنه علاج الفقراء، وبلسم الضعفاء، وغذاء المساكين، وجابر عثرات المكتئبين القانطين.
وهو علاج مجاني، مثله مثل الهواء والماء والكلأ، وملكيته مشاعة بين الناس، وحقوق استخدامه غير محفوظة لأحد. وقد أثبتت دراسة علمية مؤخراً أن الضحك على مواقف الحياة هو أقصر الطرق لضمان حياة طويلة وقلب قوي، وأن الأشخاص الذين يضحكون كثيرا بصوت عال وينظرون دوما إلى الجانب المضحك في المواقف الحياتية الصعبة هم اقل عرضة للإصابة بأمراض القلب من الأشخاص الذين لا يملكون روح الفكاهة.
يقول الدكتور مايكل ميلر، رئيس الفريق العلمي في جامعة ميريلاند الأمريكية التي أعدت الدراسة: “إن القول البديهي القديم بأن الضحك خير علاج، بدأت صحته تتضح فيما يتعلق بحماية قلبك”. هذا في أمريكا.. موطن العولمة. أما في الهند.. موطن “اليوغا”، فقد توصل فريق طبي إلي حقيقة أن الضحك هو أفضل وسيلة للتغلب على الأحزان التي تلقي بظلالها على الحياة، ودعوا إلى إقامة أندية اجتماعية للترويج للضحك وإشاعة القهقهات والضحكات العالية المدوية بين أفراد المجتمع. ويستند هؤلاء الأطباء إلى تراث الآباء الأوائل لرياضة اليوغا، الذين عرفوا الكثير عن فوائد الضحك في جلب السادة للمجتمع.
وقد نشأت أندية للضحك في الهند على طول البلاد وعرضها، حيث تفخر مدينة بومباي وحدها بوجود قرابة (60) ناديا للضحك تعلم أعضاءها كيفية إضحاك أنفسهم. ويمارس ملايين الهنود الضحك صباح كل يوم جديد ويقولون بأنهم وجدوا في الضحك قوة إضافية تعينهم على أداء عملهم بصورة أفضل وتجعلهم سعداء. وهذا عكس ما يحدث في عالمنا العربي، حيث تتكفل القنوات الفضائية، ومؤتمرات القمة العربية، بإحباط أي بارقة أمل في بعث مشاعر الضحك والمرح لدى الناس، وتتكفل المسلسلات التلفزيونية الرمضانية بإبقاء المشاهدين في حالة من الاكتئاب العام، والحزن الدائم، والهم المقيم.
وهذه البرامج التي تزعم أن هدفها هو “إضحاك” المشاهدين وإدخال البهجة على قلوبهم، إنما تنجح فقط في السخرية منهم والضحك على ذقونهم، راسمة على شفاههم في نهاية الأمر ابتسامة صغيرة صفراء.. ليس إلاّ…!!
يوم الأرض السعودي
يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 2012م) هو يوم يحييه الفلسطينيون لتذكير العالم بأراضيهم المسروقة من قبل الإسرائيليين، وهو حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية دون شك، لكنه على أي حال ليس موضوع تدوينتي لهذا اليوم، وإنما وجدته مناسبة لتذكير المواطنين السعوديين بأراضيهم...
0 تعليق