تعج مدينة الرياض دائمًا بالمؤتمرات والمنتديات والمعارض والمشاريع الجديدة، وكأنما العاصمة في سباق مع الريح لترك علامات واضحة على نهاية القرن العشرين قبل رحيله.
وعلى المستوى المحلي فإن أبرز ما يهم الكاتب والمثقف من بين هذه الفعاليات هو هذا المشروع الكبير والمتميز الذي أنجزته الرئاسة العامة لرعاية الشباب، المتمثل في (مركز الملك فهد الثقافي) الذي افتتحه سمو ولي العهد يوم أمس.
فعلاوة على كون المركز تحفة معمارية أنيقة ودرة جمالية رائعة، فهو يأتي ليلبي حاجة ثقافية واجتماعية طالما حلم بها المثقفون والمهتمون بالحركة الأدبية والثقافية منذ سنوات طويلة، في مدينة تكبر وتتسع ويزداد سكانها في اليوم والليلة.. وبالتالي تزداد حاجتها إلى المراكز الثقافية والمكتبات العامة التي تلبي حاجة الأدباء والمفكرين والقراء، على الرغم من وجود الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون وعدد من المكتبات العامة والمتخصصة التي ازدهرت في السنوات الأخيرة.
ويعد هذا المركز من أكبر المراكز الثقافية في العالم العربي من حيث الحجم والتصميم والمرافق الفنية الحديثة، ويضم ثالث أكبر مسرح في العالم تم تصميمه بمواصفات فنية وتقنية عالية، وبحجم يتسع لثلاثة آلاف متفرج، كما يضم المركز مكتبة ومتحفاً حديثاً وصالة للعرض وقاعة للمحاضرات والندوات، علاوة على “المسرح الصغير” الذي يتسع لنحو 500 متفرج بالمواصفات التقنية ذاتها للمسرح الكبير.
ولكن ثمة مفارقة لا تخطئها العين في هذا المركز وهي وجود منصة مسرحية ضخمة وصفها البيان الصادر حول المركز بأنها ثالث أكبر خشبة مسرح في العالم…! في الوقت الذي لا يوجد فيه لدينا “مسرح” ناضج، أو بالأحرى لا توجد لدينا حركة مسرحية، وعروض دائمة، وتقاليد اجتماعية وثقافية تسمح بتشكل جمهور مسرحي…!
ومن أجل الاستفادة من هذا المعلم البارز وهذه التقنيات العالية للمسرح، فإن الأمر يستوجب إعادة النظر في أسلوب تعاطي الجهات المسئولة مع المسرح ومع الفنانين وكتاب المسرحيات، والعمل على بعث حركة مسرحية جديدة توازي الحركة المسرحية الخليجية والعربية، وتعطي هامشاً معقولاً لانفتاح النص المسرحي على نقد الظواهر الاجتماعية وتعرية سلبيات الواقع وأخطائه التي هي في الأخير أخطاء بشرية موجودة في كل المجتمعات، بعيداً عن أوهام الحساسية والخصوصية الاجتماعية التي لا أساس لها على أرض الواقع.
ويتعين على إدارة المركز وعلى المسئولين في رئاسة الشباب أن يفتحوا الباب واسعاً لاستضافة الفرق المسرحية الخليجية والعربية لتقديم عروضها المسرحية المتميزة، وتنظيم المهرجانات المسرحية السنوية، وتشجيع استمرار العروض المسرحية المحلية ودعمها مادياً وأدبياً لتحتل مكانها الطبيعي اللائق في الحركة الثقافية في المملكة. فبذلك فقط نكون أعطينا معنى لوجود منصة مسرحية بهذا المستوى العالمي المرموق…!
يوم الأرض السعودي
يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 2012م) هو يوم يحييه الفلسطينيون لتذكير العالم بأراضيهم المسروقة من قبل الإسرائيليين، وهو حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية دون شك، لكنه على أي حال ليس موضوع تدوينتي لهذا اليوم، وإنما وجدته مناسبة لتذكير المواطنين السعوديين بأراضيهم...
0 تعليق