لدي قناعة تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، بأن وسائل التعليم الحالية ستصبح في يوم من الأيام جزءاً من تراثنا التعليمي المندثر، مثلها مثل “الكتاتيب” التي أدت دورها في مرحلة شفهية سابقة من حياتنا الاجتماعية، ثم اختفت بعد نشوء التعليم النظامي بوقت قصير.
وربما تعود هذه القناعة إلى ذلك الشعور المتزايد عندي بـ (الكثرة والتكاثر): تكاثر المجتمع.. تكاثر المواليد.. تكاثر الطلاب، والطالبات،تكاثر الخريجين والخريجات.. وتكاثر الشباب العاطلين عن العمل، حتى لقد أصبح التكاثر جزءاً من عملنا اليومي، وأصبحت الكثرة الكاثرة سمة من سماتنا الاجتماعية الجديدة.
وأمام هذه الكثرة (المستفحلة) لأعداد المنضمين لصفوف الدراسة، لا يوجد حل سحري لمشكلة التعليم إلا بنبذ الوسائل التعليمية التقليدية والأخذ بالوسائل التعليمية الحديثة، التي هي عودة من باب آخر إلى التعليم الشفهي ولكن بأسلوب جديد.
لا تستطيع الجهات التعليمية ملاحقة هذه الأعداد المتزايدة من الطلاب والطالبات بوسائلها التقليدية، وبمدارسها المستأجرة، وبفصولها المكتظة التي يزيد عدد الطلاب فيها عن الخمسين في الفصل الواحد.
وبحسب تصريح للأستاذ / تركي الرمالي مدير مشروع (وطني) للحاسب الآلي، فإن هناك ثلاثة ملايين طالب وطالبة سيتخرجون من الثانوية العامة في السنوات العشر القادمة “وقد يجد منهم مليون ونصف مقاعد جامعية أو فرص عمل بينما سيبقى مليون ونصف دون عمل”.
لماذا يحدث ذلك…؟ لأن الطلاب والطالبات الذين سيتخرجون من مقاعد الدراسة التقليدية لن يكونوا مؤهلين لا للدراسة الجامعية ولا للعمل، بسبب انفصال العملية التعليمية كلياً عن الواقع الاجتماعي ومعطياته المستقبلية، وبسب عدم القدرة على توصيل المنهج لمجموعات كبيرة من الطلاب تغلب على تواجدهم المدرسي (روح الكثرة)، التي تجعل من شرح المعلم مجرد ذبذبات صوتية تائهة في الفضاء دون صدى.
وفي ظل هذه الكثرة الطلابية التي تسابق الريح، ولا تدع مجالاً للجهات التعليمية لالتقاط الأنفاس، يصعب إيجاد حل معقول دون تدخل تقني عاجل، يحول المدرسة إلى بيئة إلكترونية جديدة متحررة من قيود المكان ومنفتحة على الوسائل الحديثة للتواصل العلمي بين الطالب والأستاذ. وقد بدأت ملامح هذه البيئة تظهر للعلن بافتتاح مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة مؤخراً أول مدرسة إلكترونية في جدة، تتيح للطالب والمعلم الاستغناء عن المنهج المدرسي المطبوع، والاعتماد على أقراص الليزر التي تحتوي على المنهج المدرسي كاملاً، وبالتالي الاستغناء عن الحقيبة المدرسية بالاعتماد على جهاز الحاسوب المحمول الذي يصطحبه الطالب معه إلى منزله، ويتواصل بواسطته مع معلمه، كما يتيح للمعلم استقبال الواجبات المدرسية وملاحظات الطلاب عبر بريده الإلكتروني، حيثما كان.
فبهذا وحده نستطيع أن نتغلب على (روح الكثرة) ونقهرها إلى الأبد.. ثم نضع المناهج المطبوعة بعد ذلك على الرف ونودعها بمثل ما استقبلت به من حفاوة وتكريم…!
يوم الأرض السعودي
يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 2012م) هو يوم يحييه الفلسطينيون لتذكير العالم بأراضيهم المسروقة من قبل الإسرائيليين، وهو حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية دون شك، لكنه على أي حال ليس موضوع تدوينتي لهذا اليوم، وإنما وجدته مناسبة لتذكير المواطنين السعوديين بأراضيهم...
0 تعليق