بينما يخوض إخواننا الفلسطينيون حرباً غير متكافئة مع عدو شرس، لكنه ظاهر للعيان، ومرئي.. نخوض نحن على جبهة أخرى حرباً غير متكافئة أيضاً، ومع عدو شرس هو الآخر.. لكنه غير ظاهر للعيان، وغير مرئي، ومخاتل، ولم نعلم بوجوده إلا بعد أن أوقع عدداً كبيراً من الضحايا بلغوا المئات بين قتيل وطريح، مما دفع بعدد من الجهات المسؤولة أن تعلن عدم مسئوليتها عن بدء هذه الحرب.. فيما اقتصر رد فعل جهة مسؤولة عن “تسمية الأشياء بأسمائها” بأن أطلقت على هذا العدو الخفي، الغاشم، اسم (حمى الوادي المتصدع) …!
لماذا أطلقت عليه هذا الاسم الطويل الملتوي …؟
أما كان الأجدر بها أن تطلق عليه رصاصة، أو قنبلة، أو مدفعاً.. بدلاً من أن تطلق عليه اسما ملتويًا غير مفهوم…؟ ولماذا نتحاشى حتى الآن تسميته بالعدو المحتل، مع أنه يحتل عدداً من المدن والقرى، ويتغلغل في المناطق الآهلة بالسكان، ويطرح عدداً من الضحايا الجدد كل يوم، غير آبه بفرق المقاومة التي تم تشكيلها لمطاردته، ولا بالهجوم المضاد الذي تشنه عليه الجهات المسئولة ليل نهار، ولا بالحملة الإعلامية الشاملة التي تصبّها وسائل الإعلام المحلية على رأسه، منذ أن تم اكتشافه متسلّلاً عبر الحدود على هيئة “خروف” انتحاري متنكّر، اجتاز حرس الحدود وأخذ ينتشر في صفوف السكان فيما يشبه ثغرة “الدفرسوار” في حرب 1973.
لقد آن الأوان أن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، وأن نعلن للجماهير أننا نتعرض لغزو همجي سافر من قبل عدو مسلح بأشد الأسلحة فتكًاً، ويتعين علينا جميعاً أن ننظر إليه نظرتنا إلى عدو غاصب محتل، وأن نتعامل معه مسئولين ومواطنين على هذا الأساس.
ولا يجدي نفعاً الآن الانشغال بتحديد المسئولية عن تسلل هذا العدو المبين إلى صفوفنا الخلفية، وهل كانت حدودنا مفتوحة أو مغلقة عندما حدث الهجوم، وهل كان الهجوم ليلاً أو نهاراً…؟ وهل دخل البلاد على هيئة خروف متنكر أم على هيئة بعوضة مروحية طائرة من فئة الأباتشي، فهذه الأسئلة وغيرها لا تجدي نفعاً أمام الخسائر البشرية التي يوقعها في صفوفنا كل يوم.
وعلينا بدلاً من ذلك وضع خطة وطنية للمقاومة، وإعلان التعبئة العامة بين المواطنين، وتعميم صورة العدو على المدارس والمستشفيات ووسائل الإعلام، وفضح تحركاته المشبوهة، وإزالة المستوطنات التي يحتمي فيها ويبني حولها ثكناته وخطوطه الهجومية.. من البرك والأودية والقيعان.. إلى أن ننجح في محاصرته وتضييق الخناق عليه، ثم دحره إلى غير رجعة.
ومن المفيد استثمار وسائل الإعلام والتقنية الحديثة في تأليب الرأي العام العالمي ضده، ورفع شكوى إلى المنظمات الدولية، والإسراع بإنشاء موقع خاص باسم (حمى الوادي المتصدع)، لنشر كل المعلومات عنه، وكشف صوره التي يتنكر بها، واستقبال آراء المواطنين وحثهم على تعقب العدو حيثما حل، والإبلاغ الفوري عن الضحايا والإصابات وقت حدوثها.
وبعد أن نتخذ هذه السلسلة من الإجراءات الوقائية العاجلة، ولكن ليس قبلها، يحق لنا عندئذ أن نطرح السؤال الذي لا بد من أن يطرح: من المسئول عن ظهور هذا العدو الغاشم في بلادنا…؟!
يوم الأرض السعودي
يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 2012م) هو يوم يحييه الفلسطينيون لتذكير العالم بأراضيهم المسروقة من قبل الإسرائيليين، وهو حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية دون شك، لكنه على أي حال ليس موضوع تدوينتي لهذا اليوم، وإنما وجدته مناسبة لتذكير المواطنين السعوديين بأراضيهم...
0 تعليق