أين المعلومات..؟

20 مارس، 2012 | تدوينات | 0 تعليقات

أين المعلومات..؟

لا تزال الشكوى من فقر المعلومات لدى الجهات الرسمية تملأ أعمدة الصحف كل صباح، ولا يزال المسئولون في هذه الجهات الرسمية يضعون أصابعهم في آذانهم للتخلص من ضجيج الأصوات الداعية إلى توفير المعلومات، ولم تعلن جهة واحدة حتى الآن عن إنشاء مركز حديث للمعلومات يختزن كل ما يخصها من معلومات وإحصاءات تتعلق بالمواطنين وحاجاتهم الأساسية في المستقبل.
وحين ظهرت النية لدى إدارة المرور لتوعية الناس بأخطار الحوادث وأحجام الضحايا البشرية الناتجة عنها، بدأت تظهر الصورة الحقيقية لحجم الكارثة، وعرفنا من خلال البيانات المنشورة في الصحف، التي صارت تعلق على إشارات المرور، أن الوطن يفقد يومياً اثنا عشر ضحية وقرابة مائة جريح من المواطنين الأصحاء، دون حرب أهلية، أو انتفاضة، أو وباء غاشم، أو جائحة تجتاح البلاد والعباد.
ونعرف أن هناك معلومات ذات طابع سري لا يجوز الاطلاع عليها إلاّ لأهل الاختصاص، وهذه المعلومات موجودة لدى كل الدول والمجتمعات، ولكننا نتحدث عن بعض الجهات التي تعد كل أنواع المعلومات مهما كانت صفتها معلومات سرية لا يجوز نشرها وتداولها بين الناس، مع أنها أساسية لفهم المشكلات القائمة التي بدون توفر معلومات صحيحة عنها تصبح مشكلات غامضة، هلامية، عصيّة على الحل والتحليل.
وقد أصبحت المعلومات اليوم سمة بارزة للمجتمعات الجديدة، وحاجة أساسية لفهم طبيعة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، ومادة جوهرية لدى المسئولين عن وضع الخطط التنموية والتصورات المحتملة للمستقبل.
وبدون توافر المعلومات والإحصاءات الدقيقة، لا نستطيع مثلاً تحديد التخصصات العلمية التي تحتاجها برامج التنمية، أو أعداد المدارس والفصول التي علينا إنشاؤها للطلاب، أو عدد المستشفيات والأطباء والأجهزة التي تفي بحاجة المرضى والمصابين، أو حجم العمالة الهامشية الوافدة التي يمكن الاستغناء عنها وشغلها بالمواطنين العاطلين عن العمل.
بدون إحصاءات، وبدون معلومات دقيقة، يصبح الحديث عن المشكلات مجرد كلام في الهواء الطلق، ويصبح نجاح المشروعات والبرامج مجرد مصادفات عشوائية، أو رمية من غير رام، أو احتطاب في الليل الدامس والناس نيام.
لقد بدأنا نسمع في هذه الأيام عن الحكومات الإلكترونية، ومن غير الواضح، بالنسبة لي شخصياً على الأقل، ما المقصود بهذه الحكومات، مع أننا نرجو أن لا يكون لها علاقة بالرواية الذائعة الصيت لجورج أورويل (1984)، التي ترجمها إلى العربية الأديب الراحل عزيز ضياء…!
إن ما نريده ونحتاجه شيء واضح ومحدّد: أين المعلومات يا عالم …؟!

مقالات مشابهة

يوم الأرض السعودي

يوم الأرض السعودي

يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 2012م) هو يوم يحييه الفلسطينيون لتذكير العالم بأراضيهم المسروقة من قبل الإسرائيليين، وهو حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية دون شك، لكنه على أي حال ليس موضوع تدوينتي لهذا اليوم، وإنما وجدته مناسبة لتذكير المواطنين السعوديين بأراضيهم...

في أعماق الوادي المتصدّع!

في أعماق الوادي المتصدّع!

بينما يخوض إخواننا الفلسطينيون حرباً غير متكافئة مع عدو شرس، لكنه ظاهر للعيان، ومرئي.. نخوض نحن على جبهة أخرى حرباً غير متكافئة أيضاً، ومع عدو شرس هو الآخر.. لكنه غير ظاهر للعيان، وغير مرئي، ومخاتل، ولم نعلم بوجوده إلا بعد أن أوقع عدداً كبيراً من الضحايا بلغوا المئات...

ألهاكم التكاثر!

ألهاكم التكاثر!

لدي قناعة تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، بأن وسائل التعليم الحالية ستصبح في يوم من الأيام جزءاً من تراثنا التعليمي المندثر، مثلها مثل “الكتاتيب” التي أدت دورها في مرحلة شفهية سابقة من حياتنا الاجتماعية، ثم اختفت بعد نشوء التعليم النظامي بوقت قصير.وربما تعود هذه القناعة...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *