حلم عربي يتحقق

20 مارس، 2012 | تدوينات | 0 تعليقات

حلم عربي يتحقق

الجامعة العربية المفتوحة هي أحد المشاريع العربية المؤجلة منذ ربع قرن، وهي أحد الأحلام العربية المكبوتة بفعل السياسة والحدود والأيديولوجيات، بل هي أم الأحلام العربية لما يعادل نصف المجتمع من جيل الشباب، الباحث عن مستقبل أفضل من مستقبل آبائه وأجداده.
ولك أن تتخيل النتائج الباهرة لو أن هذا العمل العربي النبيل بكل المقاييس، قد تغلّب على الظروف والصعاب ورأى النور الفعلي منذ ولادته الأولى قبل ربع قرن، أي في الزمن الذي بدأت فيه طلائع ثورة التقنية والاتصالات والحاسبات، والتعليم عن بعد، تظهر للعيان، في بعض أنحاء المعمورة.
لك أن تتخيل فحسب… فالماضي لا يعود أبداً. ومع ذلك، فهذه الجامعة التي ظلت معلقة في الهواء كل هذه السنين، هي الآن على وشك أن ترى النور، وسيكون ميلادها في شهر أكتوبر من العام القادم أهم حدث عربي مشترك في مطلع الألفية الجديدة.
ويبدو أن وزراء التعليم العالي، في اجتماعهم الاستثنائي الذي انعقد قبل أيام في بيروت، وأقروا فيه مشروع الجامعة العربية المفتوحة بشكل نهائي، وحددوا بداية العام الدراسي القادم موعداً لفتح أبوابها لطلاب العلم… يبدو أنهم، لشدة فرحهم وحماسهم للمشروع، لم يصدقوا أن ذلك سيحدث بالفعل. ولذلك افتعلوا فيما بينهم خلافاً هو الأول من نوعه على صعيد الخلافات العربية، لكونه خلافاً إيجابياً يدور حول من سيحتضن الجامعة، ويفوز بشرف استضافة المقر الرئيس لها.
وهو خلاف كما ترى لا يحتاج إلى حل. واللجنة الثلاثية التي تشكلت لفض النزاع بين الدول الخمس المتنازعة على المقر لن تجد صعوبة تذكر في حسم الخلاف القائم حسماً يرضى عنه الجميع.
ذلك أنها تستطيع، في نهاية المطاف أن تأمر بإقامة الجامعة على أرض عربية محايدة. وأياً كان الحل فإن الجامعة آتية لا ريب فيها، وسوف تفتح أبوابها في الموعد المحدد لها في خمس دول عربية في البداية، ثم سيكتمل فتح فروعها في كل الدول العربية دون استثناء، في خلال عشر سنوات.
ولعل بيت القصيد في هذا كله أن الجامعة ستستخدم تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة للوصول إلى المواطن العربي الراغب في الدراسة أينما كان، سواء كان في المدينة، أو القرية، أو حتى في خيمة نائية في كبد الصحراء…! وهذا ما يعطي المشروع نكهة الخيال العلمي، لولا أنه ليس خيالاً علمياً حقيقياً بقدر ما هو حلم عربي يتحقق، في زمن تتحول فيه الأحلام العربية إلى أضغاث أحلام…!
والسلام

مقالات مشابهة

يوم الأرض السعودي

يوم الأرض السعودي

يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 2012م) هو يوم يحييه الفلسطينيون لتذكير العالم بأراضيهم المسروقة من قبل الإسرائيليين، وهو حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية دون شك، لكنه على أي حال ليس موضوع تدوينتي لهذا اليوم، وإنما وجدته مناسبة لتذكير المواطنين السعوديين بأراضيهم...

في أعماق الوادي المتصدّع!

في أعماق الوادي المتصدّع!

بينما يخوض إخواننا الفلسطينيون حرباً غير متكافئة مع عدو شرس، لكنه ظاهر للعيان، ومرئي.. نخوض نحن على جبهة أخرى حرباً غير متكافئة أيضاً، ومع عدو شرس هو الآخر.. لكنه غير ظاهر للعيان، وغير مرئي، ومخاتل، ولم نعلم بوجوده إلا بعد أن أوقع عدداً كبيراً من الضحايا بلغوا المئات...

ألهاكم التكاثر!

ألهاكم التكاثر!

لدي قناعة تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، بأن وسائل التعليم الحالية ستصبح في يوم من الأيام جزءاً من تراثنا التعليمي المندثر، مثلها مثل “الكتاتيب” التي أدت دورها في مرحلة شفهية سابقة من حياتنا الاجتماعية، ثم اختفت بعد نشوء التعليم النظامي بوقت قصير.وربما تعود هذه القناعة...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *