تثيرين في القلب رائحة عذبة
يستطار لها القلب
تأتين عاصفة
حين يجتمعون، الغداة، على بعضهم
حين ترحل أحزانهم برهة،
ثم ترتد…
ترحل أحزانهم برهة،
ثم نرتد ثانية
كلما أبعدوا حافة القهوة العربية
بعض المسافة
تأتين من كل ناحية
وفي كل أمسية
ثم تبتعدين..!!
كأنك لم تحرثي القلب، في موسم
شاحب
ولم تسقطي مثل حبة قمح
على حافتية
ولم تتركي أثرًا للغبار الجميل…!
++++++++++
دعي ثوبك الآن يغمرني
دعي بعض ثوبك يستر
عري الكآبة في داخلي
دعينا نمزق هذا السديم
الذي بيننا
صارزنزانة
وصار كثيبًا من الرمل
هل تذكرين الرمال التي بيننا؟
أكابد رائحة القهوة العربية
رائحة الثوب… تسكرني
بعد جولتنا المتعبة…!
أفلا تذكرين؟
نعود خفافًا..
كأن الثياب التي بيننا
جبل…!
كأن الثياب التي بيننا
وطن…
كأن الثياب التي بيننا
ما اشتهت بعضها
وما اشتجرت، بينما
نحن في غفلة نتحدث عم أفضل الوجبات
وعن أيسر الطرقات إلى البيت
نعير هذا الرصيف
وذاك الرصيف،
وذاك الرصيف، نحدق فيه
تفرقنا زحمة العابرين، فنرجع ثانية
نتماسك…
تأخذ أثوابنا في الشجار
أكان الذي بيننا جبلاً،
خندقًا،
ركامًا من الوهج المتردد
لا أتذكر…
لكنني همجي التذكر
حين تعاقرني قهوتي العربية
تسطع في داخلي نجمة
لهبًا حارقًا
شجرًا يتململ بين الرمال،
وبين مياه الخليج…
++++++++++
مرة هذه القهوة العربية
مر هو الماء
جارحة هذه النظرات إلى الناس
حين تسلقهم عشبة النار
يفتتحون الممالك
يمتلكون السموات
حين أقاسمهم شربهم
أبادلهم ضحكات المساء على وجع
ثم أرتد منكسرًا
فارغ القلب
لا نخلة تتمدد في الماء
لا سعفة تستدير على الخصر
لا تمرة تسعف القابضين على الجمر
لا وطن مثلما أشتهيك
سزيل بقايا الغبار على جسدي
++++++++++
تجيئين من كل ناحية
وفي كل أمسية
ثم تبتعدين..!!
كأنك لم تحرثي القلب، في موسم
شاحب
ولم تسقطي مثل حبة قمح
على حافتية
ولم تتركي أثرًا للغبار الجميل…!
———————-
الرياض – 1980م